الحياء من الناس
الحياء من الناس خلق حسن جميل يمنع من المعايب، ويشيع الخير والعفاف، ويعوّد النفس ركوب الخصال المحمودة.
الحياء من الناس: دليل على مروءة الإنسان؛ فالمؤمن يستحي أن يؤذي الآخرين سواء بلسانه أو بيده، فلا يقول القبيح ولا يتلفظ بالسوء، ولا يطعن أو يغتاب أو ينم على الآخرين، وكذلك يستحي من أن تنكشف عوراته فيطلع عليها الناس.
♦ قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: " لا خير فيمن لا يستحي من الناس"
الحياء من الناس: يكون بحِفْظ ماء الوجْه لهم، ولا يتمُّ ذلك إلا بكفِّ الأذى عنهم، وترْك ما يُغضِبهم أو يزعجهم، قال أحدُ الحكماء: "مَن كساه الحياءُ ثوبَه، لم يرَ الناسُ عيبَه"، وقال بعض البلغاء: "حياة الوجه بحَيائه، كما أنَّ حياةَ الغَرْس بمائه".
إِذَا قَلَّ مَاءُ الوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤُهُ ** فَلا خَيْرَ فِي وَجْهٍ إِذَا قَلَّ مَاؤُهُ
حَيَاءَكَ فَاحْفَظْهُ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا ** يَدُلُّ عَلَى وَجْهِ الكَرِيمِ حَيَاؤُهُ
ومنه أن يطهّر الإنسان فمه من الفحش ومعيب الألفاظ، وأن يخجل من ذكر العورات، فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وآثارها.
ومن الحياء القصد في الحديث في المجالس، فإن بعض الناس لا يستحيون من امتلاك ناصية الحديث في المحافل الجامعة، فيملئون الأفئدة بالضجر من طول ما يتحدثون.
ومن الحياء أن يتوقى الإنسان ويتحاشى أن يؤْثَر عنه سوء، أو تتلطخ سمعته بما لا يليق، وأن يحرص على بقاء سمعته نقية من الشوائب، بعيدة عن الإشاعات السيئة.
وإن من الحياء أن يعرف لأصحاب الحقوق منازلهم ومراتبهم، فيؤتي كل ذي فضل فضله. فالابن يوقر أباه، والتلميذ يحترم المعلم، والصغير يتأدب مع الكبير. فلا يسوغ أن يرفع فوقهم صوته، ولا أن يجعل أمامهم خطوة.