الشيطان عدوك الأول


الشيخ عبدالله الأثري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن للشيطان مع الإنسان قصة بدأت منذ بداية الخليقة، وستظل إلى قيام الساعة، وهذه القصة هي العداوة المتأصلة التي كانت بدايتها مع أبينا آدم  واستمرت مع ذريته من بعده، ولقد حذرنا الله ورسوله  من الشيطان ومن عداوته لنا ، وخوفنا من مصائده ومكائده، فقال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 168، 169]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، وقال تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16].

وقد قرر القرآن عداوته في آيات كثيرة، ووراء هذه العداوة هدف يريد الشيطان الوصول إليه، وهو إيصال من تبعه إلى النار.

ومن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون بأن الله تعالى خلق شياطين الجن توسوس لبني آدم، وتتربص لهم وتتخبط بهم، قال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].

وإن الله يسلطهم على من يشاء من عباده، قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء: 64].

ويحفظ من كيدهم ومكرهم من يشاء من عباده، قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 99، 100].

وإذا كانت العداوة بهذا الحجم، كان على المسلم أن يعرف عدوه معرفة تامة؛ حتى يكون قادرًا على أخذ الحيطة والحذر من مخططات الغواية التي ينصبها للناس هذا العدو.

وفي هذه الرسالة – إخوة الإسلام – تقدم لكم تعريفًا عامًا للشيطان: صفاته ومكائده وأسباب لبسه للإنسان وتغلبه عليه، حتى نكون على بينة من أمر عدونا اللدود، ولكي نجتنب كل صفاته ونتعرف على مكائده، ونأخذ طرق الوقاية منه، وكيفية التغلب عليه والتحصن منه، وذلك كله منتقى من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه  اللذين بينا حجم العداوة والمعركة ليكون المسلم من حيث اليقظة والتنبه بالقدر الذي يواجهه هذا العدو اللدود، وتكفل القرآن والسنة بإيجاد الأسلحة اللازمة لذلك في كل ميدان.

ونرجو الله العلي العظيم أن ينفع بها المسلمين حتى يرجعوا كما كان سلفهم الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، مصداقًا لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} {آل عمران: 110].

 

تعريف عام للشيطان

إن مما يميز دين الإسلام ويجعله شامخًا عزيزًا قدرته على الوقوف أمام الشدائد والمحن، وإعطاءه للمسلم الطرق والسبل التي تعينه على العيش في أجواء مطمئنة. وفي السنة النبوية بيان الطرق والأساليب التي يستطيع المسلم إذا اتبعها والتزم بها أن يدفع عنه شر شياطين الجن بإذن الله.

والآن نعرض بعض صفات العدو الأول لابن آدم [الشيطان]؛ ومنها:

* الشيطان عدو محارب:

لقد أعلنها حربًا ضروسًا، تنبثق من خليقة الشر فيه، ومن كبريائه وحقده على الإنسان، وأنه استصدر بها من الله إذنًا، فأذن سبحانه لحكمه يراها، فانطلق الشيطان ينفذ وعيده، ويستذل عبيده، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 36-39].

* الشيطان معركته مع ابن آدم من جميع الجهات:

قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17].

* الشيطان يحرك جنده بسرية تامة وفي الخفاء:

قال النبي صلي الله علية وسلم «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم».

[متفق عليه]

كما أن الدم يصل إلى جميع أجزاء البدن؛ فإن الشيطان كذلك، وكما أن الإنسان لا يحس بجريان الدم؛ فكذلك لا يشعر بوسوسة الشيطان.

* الشيطان متكبر:

قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} [البقرة: 34].

* الشيطان يوحي الجدال والقول على الله بغير علم:

قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

* الشيطان يحرش بين المؤمنين:

قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]، وقال صلي الله علية وسلم «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» [رواه مسلم].

* الشيطان أخ للمبذرين:

قال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [الإسراء: 27]، ولو أسرف الإنسان في أي شيء شاركه الشيطان فيه.

* الشيطان يسمي الأشياء بغير أسمائها:

قال تعالى حاكيًا عنه: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [طه: 120]، لقد سمى إبليس تلك الشجرة المحظورة شجرة الخلد وهو غير اسمها.

* الشيطان قرآنه الغناء:

قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}

[الإسراء: 64]، إن صوت الشيطان هو: الغناء، ومزامير الشيطان هي: المعازف وآلات الموسيقي، وقد احتال بها على خلق كثير والله المستعان.

* الشيطان عداوته تبدأ مع ابن آدم من يوم ولادته:

قال النبي صلي الله علية وسلم «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخًا من مس الشيطان، غير مريم وابنها». [متفق عليه ].

* الشيطان يأمر بتغيير خلق الله:

قال تعالى: {وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119].

* الشيطان يأكل ويشرب ويأخذ ويعطي بشماله:

قال  صلي الله علية وسلم «ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله» [صحيح: أبو داود].

* الشيطان يشارك ابن آدم في مبيته وطعامه وشرابه إذا لم يذكر اسم الله عليه:

قال: صلي الله علية وسلم  «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء» [رواه مسلم].

وقال صلي الله علية وسلم : «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه؛ حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه؛ فإن لا يدري في أي طعامه تكون البركة» [رواه مسلم].

* الشيطان يهرب إذا نودي بالصلاة:

قال : صلي الله علية وسلم «إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر» [رواه مسلم]، وقال : «إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء» [رواه مسلم].

* تحريك السبابة في التشهد أشد على الشيطان من الحديد:

قال : صلي الله علية وسلم «لهي أشد على الشيطان من الحديد» يعني السبابة.

[صحيح: رواه الإمام أحمد]

* الشيطان يقطع صلاة المصلي إذا لم يتخذ سترة ويدنو منها:

قال : صلي الله علية وسلم «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته» [صحيح: النسائي].

* الشيطان يأتي المصلي وهو يصلي:

قال : «إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته، فيلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم» [صحيح: أبو داود].

* الشيطان إذا وجد فرجة بين المصلين يدخل منها:

قال : صلي الله علية وسلم «أقيموا الصفوف؛ فإنما تصفون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله عز وجل» [صحيح: أبو داود].

وقال : صلي الله علية وسلم  «رصوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق؛ فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف» [صحيح: أبو داود]. والحَذَفَ: أولاد الغنم.

* الشيطان يوغر صدر الأخ على أخيه:

كما فعل بيوسف. قال تعالى على لسان يوسف: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف: 100].

* الشيطان يريك في منامك ما تكره:

قال: صلي الله علية وسلم «إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان».[متفق عليه].

* الشيطان يضحك من ابن آدم إذا تثاءب ولم يضع يده في فمه:

قال : صلي الله علية وسلم «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه؛ فإن الشيطان يضحك من جوفه، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب» [صحيح: الترمذي].

* الشيطان يعقد على قافية رأس النائم ثلاث عقد:

قال : صلي الله علية وسلم «يعقد الشيطان على رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلاً طويلاً، فإن استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإن صلى انحلت العقد، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» [رواه مسلم].

* الشيطان يطمع في ابن آدم إذا سافر وحده:

قال: صلي الله علية وسلم «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب» [صحيح: الترمذي].

* الشيطان يبتعد من الجماعة:

قال : «من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد» [صحيح: الترمذي].

* الشيطان يغوي بالمرأة إذا خرجت من بيتها:

قال  : «المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان».

[صحيح: الترمذي]

* الشيطان ثالث امرأة ورجل في خلوة:

قال : «لا يخلون رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما الشيطان».

[صحيح: ابن ماجه]

* الشيطان يؤثر على الدم الزائد في الحيض عند بعض النساء:

فعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله  قال لها عن الدم الزائد في الحيض: «إنه ركضة من ركضات الشياطين» [صحيح: الترمذي]. فإذا ركض الشيطان ذلك العرق، سال الدم منه.

* الشيطان لا يقيل:

قال النبي : «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل».

[صحيح الجامع: 443]

القيلولة: النوم في الظهيرة.

* الشيطان ينشر دعوته عند السبل الضالة:

قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، وقد شرح رسول الله  هذه الآية: فخط خطًا بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيمًا» وخط عن يمينه وشماله، ثم قال: «هذه سبيل الله مستقيمًا» وخط عن يمينه وشماله، ثم قال: «هذه السبل ليس فيها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ الآية» [صحيح: النسائي].

* الشيطان يتعاظم إذا سبه ابن آدم، ويتصاغر إذا ذكر الله:

قال عند عثور الدابة وغيرها: «لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر الشيطان حتى يكون مثل الذباب» [صحيح: أبو داود].

* الشيطان يأتي عند الغضب:

قال : «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد» [متفق عليه]. وقالها  عن رجل احمر وجهه وانتفخت أوداجه عند الغضب.

* الشيطان لا يقرب من يقرأ آية الكرسي:

وقد صح أن الشيطان قال لأبي هريرة : «من قرأ آية الكرسي قبل النوم، لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح» وأقر رسول الله  فقال: «صدقك وهو كذوب» [رواه البخاري].

* الشيطان يصفد في رمضان:

قال : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [صحيح: النسائي].

* الشيطان لا يصمد أمام التوبة الصادقة:

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].

* الشيطان ضعيف هزيل أمام المخلصين:

قال تعالى حاكيًا عنه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]، والله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له.

وقال النبي : «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له وابتغي به وجهه» [صحيح: النسائي].

وأخيرًا: اعلم أخا الإيمان أن الله تعالى لم يجعل للشيطان على العبد سلطانًا حتى جعل للعبد سبيلاً إليه بطاعته، فجعل الله له حينئذ عليه تسلطًا وقهرًا؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

وإذا كنت – أخي المسلم – حريصًا على عدم تخبط الشيطان بك؛ فاحرص على وصية نبيك  في الأذكار والأوراد عامة؛ فإنه من واظب عليها أمن على نفسه وأهله وولده وحاله من مكائد الشيطان وآفات الزمان، وكفاه الله ووقاه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الشيطان عدوك الأول

  • قل يا الله

    عبداللطيف هاجس الغامدي

    رزقك من يقدرهعيشك من يدبرهولدك من يصلحهأملك من يحققهعدوك من يدحرهبلاؤك من يرفعهحزنك من يمنعهدعاؤك من يجيبهأليس

    07/10/2017 1627
  • آيات قرآنية ورد فيها اسم الله (الأول)

    فريق عمل الموقع

    وذكر اسم الله (الأول) في القرآن الكريم في موضع واحد: أولًا: الموضع الذي ذكر فيه اسم الله (الأول).{هُوَ الْأَوَّلُ

    23/05/2021 1084
  • الأول، الآخر

    فريق عمل الموقع

    الأول، الآخر قال تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن)، وأفضل بيان لهذين الاسمين هو بيانه ﷺ بتضرعه لربه حيث

    14/01/2021 1979
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day