الله.. الاسم الجامع لكل الأسماء
﴿إِنَّنِي أَنَا اللهُ﴾
.. هذا الاسم العظيم الجامع لكل معاني الربوبية والإلهية، يقتضي تمثله على مستوى القلب شعورا بالرغبة والرهبة،
وهما صفتان تفيضان عن القلب الذي وجد لمسة الحب، وهو مخ العبودية. وإنما العباد سالكون بين ضفّتي الرغبة والرهبة، والخوف والرجاء. فأنْعِمْ به مِنْ جمال في السير، وأكْرِمْ به مِنْ بهاءٍ في السُّرَى. ولذلك قال له بَعْدُ
﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا﴾
؛ لأن المتمثل لحقيقة "الله"،
﴿إِنَّنِي أَنَا اللهُ﴾
ربوبيةً وألوهيةً،
لا يملك إلا أن يخضع لله شاكرا وعابدا. فليكن إذن خضوعا لا يشرك معه فيه أحدًا.
﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا﴾
.. تقرير اعتقاد، نعم، لكنه من العبد شعور.. يحتاج إلى مصداق من الأعمال والفعال. وهل يملك من يجد في قلبه شيئا أن يكتمه؟ خاصة إذا كان هذا الذوق الموجود من الجمال والجلال ما لا يستطيع قلب بشري أن يحتمله سرًّا إلى الأبد.
فلا بد إذن من التعبير، وذلك هو أركان الإسلام الخمسة: النطق بالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا. أعمال وأفعال كلُّها تسلك بالعبد مسلك الخدمة والطاعة لله رب العالمين، وتشعر صاحبها بمقدار ما يجده في قلبه من الحب،
وما يعترف به من إقرار على نفسه، إذ شهد أنه "لا إله إلا الله".
فإلى أي حد هو صادق فيما عبر به عن نفسه؟ إنها شهادة على القلب. أفَتراه كان صادقا كل الصدق أم بعضه؟ ولذلك قال عز وجل لموسى: ﴿فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي﴾. العبادة إذن هي "التعبير".. التعبير الظاهر عما وجده المسلم في الباطن، إذ شهد ألا إله إلا الله.
إنها تعبير المحب عما وجد من حب، وأيّ محبٍّ يستطيع الكتمان؟