هل يستطيع الخالق أن يقوم بالشر ؟
الادعاءات عن الخالق كغيرها من الادعاءات تحتاج لإثبات، وهي أيضاً جملة مفعمة بالمشكلات، على سبيل المثال قد يسأل سائل: " هل يستطيع الخالق أن يتوقف عن الوجود ؟" أو: هل يستطيع الخالق أن يقوم بالشر؟ ".
عادة هناك جوابان على سؤال كهذا، إما بالقول: " كلا"، وهذا يعارض ما قاله المسيحيون من أن الله قادر على فعل كل شئ، أو أن يقال: " نعم يستطيع إذا أراد، ولكن الله لا يفعل الشر، لأن الله بطبيعته خيِّر".
فيكون الرد هنا: " لماذا إذن ينطبق هذا على خيرية الله، ولا ينطبق على صفاته الأخرى؟ " فالمعيار نفسه ينطبق على كون الله فرداً، أزلياً، غير محتاج، مثلما ينطبق على أنه ليس من طبيعة الله الشر ولا كونه مؤقتاً ولا محتاجاً. فالادعاء أن الله الخالق أصبح مخلوقاً وبقي خالقاً في الوقت نفسه، هو ادعاء لا يمكن إثباته، بما أنه بالتعريف استحالة، وهذا ينطبق على أي ديانة تدعي هذه الادعاءات عن الخالق، وهذا ينصرف أيضاً على معظم ما يعتقده الهندوس والوثنيون عن الخالق، لأنهم يقولون بالادعاءات نفسها عن أن الله يتجسد في بعض الكائنات المخلوقة.