فاضل الله -تعالى- بين مخلوقاته، ورفع بعضها على بعض درجات؛ ففضل الأيام والشهور على بعض، فجعل الأيام العشر الأُول من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، وجعل أفضلها يوم النحر، وأفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة، وجعل أفضل الليالي ليالي العشر الأواخر من رمضان، وأفضلها ليلة القدر، ولله في أيَّامِ الدَّهْرِ نَفَحاتٌ وهِباتٌ، يمتنُّ بها على عبادِه الموحِّدين، ومنها: العَشُْر الأوائِلُ من ذي الحِجَّة، فهي موسِمٌ عظيمٌ من مواسِم الطاعات، يترقَّبه المؤمنون، ويشتاقُ إليه عِبادُ الله المُوَحِّدون، رفعًا للدَّرجات، وسدًّا للخَلَل، واستدراكًا للنقص، وتعويضًا لما فات؛ فلنجْتَهِدْ فيها، ولْنلتَمِسْ رحماتِ الله.