المضي في الحياة دون اعتبار لإرشادات الخالق

1. يستشعر الإنسان قيمة التعليمات عندما يتبع الدليل بالكامل وباستمرار.

2. على غرار التحذيرات وموانع الاستعمال المذكورة في أدلة المستخدم التي تحذر من عواقب عدم قراءة واتباع كافة المعلومات الواردة بعناية، يوجه القرآن الكريم تحذير للبشر من خطورة إهمال قراءة وتطبيق كتاب خالقهم جلا وعلا، فيقول:

3. يضمن التشغيل وفقًا لتصميم وتخطيط الصانع أفضل وأصح أداء ممكن. كل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى مصمم للعمل حسب النظام والهدف الذي حدده الله له، من أجل تحقيق غاية معينة، من خلال الاستخدام السليم والأمثل له مع تجنب إساءة الاستخدام أو الاستخدام المحظور؛ البشر ليسوا مستثنين من هذه القاعدة.

4. يستطيع كل إنسان أن يصبح الشخص الذي أراد الله أن يكونه ويعيش الحياة على أفضل وجه، بمعناها الأكمل والأجمل، عندما يطبق القواعد والمعايير التي وضعها خالقه له في كتابه العزيز وشرحت في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. فالخالق وحده القادر على أن يقود الإنسان إلى أنقى وأسمى حالات الوجود، ويوجه إلى طريق الهداية والرشاد، كما تقول الآية القرآنية الكريمة:

كل شيء في الكون خلقه الله تعالى بإرادة، له وظيفة، ويحقق غاية وهدف، وهو ما يؤكده القرآن مرارًا بأشد العبارات وضوحًا وسهولة للفهم، وأكثرها مباشرة في إيصال المعنى، بما لا يدع مجالاً للبس أو الغموض:

· تمامًا مثل البشر، تتمحور معظم أفعال الحيوانات حول هدف واحد طوال حياتهم، وهو البقاء على قيد الحياة.

· تمامًا مثل البشر، هم يتنفسون ويأكلون وينامون ويتكاثرون ويبنون منازلهم ويحمون صغارهم. تمارس الحيوانات أيضًا جميع وظائف الحياة الضرورية، فيما عدا وظيفة واحدة، هي الأعلى على الإطلاق: البحث عن هدف ومغزى لحياتهم؛ فالحيوانات لا تبحث عن غاية عظمى للحياة تتحرك نحوها بمثابرة وتسعى إلى تحقيقها بإصرار.

· الإنسان في أصل تكوينه مخلوق يبحث عن معنى وهدف لوجوده في الحياة؛ فهو يعلم ويدرك تمام الإدراك أنه على قيد الحياة، وأن العالم من حوله موجود، ويسعى خلال مسيرة حياته لمعرفة وتحقيق السبب والغاية من وراء هذا الوجود.

· في الإسلام، الله الخالق سبحانه هو وحده القادر على بيان الغاية الكبرى من خلق الحياة وما تحتويه من كائنات. الله تعالى خلق البشر مميزين عن باقي الكائنات الحية. فقدرتهم على التعلم، والفهم، والتواصل، والإرداة، والشعور، والانفعال، والتعبير عن العواطف، والتفكير العقلاني، والوعي بالذات، والتصرف بمسؤولية تظهر بوضوح أنهم خلقوا لغرض محدد، وهو العيش في صلة مع الله عز وجل. هذه الصلة المباشرة والعلاقة الهادفة يعرفها القرآن الكريم بالعبادة في قوله تعالى:

· خلق الله تعالى كل ما في الكون من أجل الإنسان، كما قال في كتابه العزيز:

أما الإنسان، فقد خلقه الله عز وجل لنفسه واصطفاه من بين سائر المخلوقات لكي يعرفه، ويحبه، ويعبده ويكون خليفته في الأرض، يبني ويعمر الحياة ويعبد الله بالعمل وخدمة الناس، والإحسان إلى المخلوقات، وإقامة العدل.