3- الإيمان بالكتب


فريق عمل الموقع

المقال مترجم الى : English Español

 

 

 
3- الإيمان بالكتب:
 
وهي الكتب والصحف التي حوت كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام ؛ سواء ما أنزله مكتوباً كالتوراة ، أو أنزله عن طريق الملك مشافهة فكتب بعد ذلك كسائر الكتب .
 
فنصدق جازمين بأنها كلها منزلة من الله عز وجل ، وأنها كلام الله تعالى لا كلام غيره ، وأن الله تكلم بها حقيقة كما شاء وعلى الوجه الذي أراد سبحانه ، قال تعالى : ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾(آل عمران : 2- 4).
 
وبأنها دعت كلها إلى عبادة الله وحده ، وقد جاءت بالخير والهدى والنور ، قال تعالى :﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾(آل عمران : 79)، وقال :﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾(البقرة : 213).
 
والإيمان بما سمى الله عز وجل من كتبه على وجه الخصوص ، والتصديق بها ، وبإخبار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها ، ومنها :
 
صحف إبراهيم عليه السلام ، قال تعالى : ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾(الأعلى : 14- 19).
 
التوراةالتي أُنزلت على موسى عليه السلام ، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ﴾(القصص : 43)، وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾(المائًدة : 44).
 
والأنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام ، قال تعالى : ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾(المائدة : 46).
 
والزبورالذي أنزل على داود عليه السلام ، قال تعالى : ﴿وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا﴾(النساء : 163)  .
 
والقرآن العظيم الذي أنزل على نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه ، وهو آخر كتب الله نزولاً وأشرفها وأكملها ، والناسخ لما قبله من الكتب ، قال تعالى : ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه﴾(المائدة : 48)، وقال تعالى : ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾(الأنعام : 19)، وقال تعالى آمراً نبيه  صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين أهل الكتاب بالقرآن: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾(المائدة : 48)  .
 
وقد تكفل الله بحفظ لفظه ومعناه من أن يتطرق إليه التحريف اللفظي أو المعنوي ، قال تعالى : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(الحجر : 9)، وقال تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾(فصلت : 42).
 
في حين أن أهل الكتاب حرفوا كتب الله المنزلة عليهم وبدلوها ، قال تعالى في حق اليهود : ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾(البقرة : 75)، وقال :﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾(النساء : 46).
 
وقال تعالى مخبراً عن النصارى : ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾(المائدة : 14 ، 15)، وقال تعالى : ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾(البقرة : 79)، وقال : ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾(الأنعام : 91).
السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ 3- الإيمان بالكتب

  • الركن الثالث : الإيمان بالكتب

    أبو الحسن هشام المحجوبي و فضل الله كسكس

    يعني الإيمان بالكتب التصديقَ الجازم بأن الله تعالى تكلم بكتب أوحاها إلى رسله، كالصحف المنزلة على إبراهيم والتوراة

    07/04/2021 869
  • الإيمان بالكتب وآثاره الإيمانية

    مهجة ثابت محمد حكمي

    إن الإيمان بالكتب هو الركن الثالث من أركان الإيمان؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله

    25/09/2019 1604
  • الركن الثالث: الإيمان بالكتب السماوية

    د. فخر الدين بن الزبير المحسي

    وهو الإيمان بأن الله تعالى أنزل كتبه على رسله؛ لإقامة الحجة على خلقه، بعد أن خلقهم حنفاء على الفطرة فأغوتهم

    11/05/2022 929
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day