أوراد الفطرة للعمل اليومي

أوراد الفطرة للعمل اليومي


الشيخ / فريد الأنصاري

المقال مترجم الى : English

وعلى هذا المنهج بنينا ما جمعناه من "أوراد الفطرة" للعمل اليومي، في "رباط الفطرة" الدائم. وهو أربعة التزامات:

- الالتزام الأول: شهود الصلوات الخمس والتزام رباطاتها

وذلك بمجاهدة النفس في كل صلاة من الصلوات الخمس؛ للتحقق من مقام العبودية خشوعاً فيها؛ حتى تجد فعلا أنك بين يدي الله جل جلاله! تناجيه ثم تركع له وتسجد، بما هو ربك ورب العالمين، وبما أنت عبده المتبتل بين يديه! فهذا جوهر هذا المسلك وحقيقته. فكل صلاة ضاع منها شهود المناجاة لله رب العالمين، فَقَدَتْ معنى كونها مسلكا تعبديا، ووردا تربويا. بل فقدت معنى كونها صلاة على الحقيقة!

فعن أنَسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أحَدَكُمْ إذَا قَامَ في صَلاَتِه فإنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ!)(1)

(إنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ؛ فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ!) 

([2]).

وفي صيغة لأبي هريرة خاصة:

(فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يُنَاجِيهِ!)

وإنما ذلك يكون بثلاثة أمور، أولها: تحقيق تكبيرة الإحرام ابتداءً، حيث يكون شهود العبد لحقيقتها تخلصا من مؤثرات كل الأغيار، وإشهادا للقلب مقامَ الوقوف بين يدي الواحد القهار! وأما الثاني: فهو شهود مقام (إياك نعبد وإياك نستعين) - عند قراءة الفاتحة - بما هو تحقيقٌ عميقٌ لإخلاص العبادة لله رب العالمين، وحده دون سواه، وبما هو تجميعٌ للقلب على توحيد المعبودية في ذات الله جل علاه. وأما الثالث: فهو تحقيق الخضوع في هيئتي السجود والركوع؛ لتذوق مواجيد العَبْدِيَّةِ لله. وذلك مفض إلى مشاهدة معاني كل حركات الصلاة وتسبيحاتها، فإن لكل هيئة مَقَاماً ولكل عبارة حالاً. ذلك أنه إذا استقامت هذه الثلاثة للعبد في صلاته استقام له كل أفعالها وأقوالها؛ لِمَا لتلك من تأثير كبير على صلاح باقيها قولا وعملا؛ وبذلك تكون الصلاةُ وِرْداً تربويا حقيقيا، ينهى صاحبَه عن الفحشاء والمنكر فعلاً، ويعرج به عبر منازل الإيمان. ولا معراج أسرع في الوصول إلى الله من الصلاة!

ومما يعطي للصلاة عمقَها الروحي عُمْرَانُ سجودِها – بعد التسبيح - بخالص الدعاء! وإنه لا يذوق معنى السجود حقا، ولا يستفيد من أنواره الفياضة على القلب، إلا مَنْ وَضَعَ جبهته على الأرض خاضعا لله، ومتذللا بين يديه تعالى بِأَحَرِّ الدعواتِ وأَخْلَصِهَا! وحَرِيٌّ بالمؤمن أن يذكر هَدْيَ النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك:

وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (أَقْرَبُ ما يَكُونُ العبدُ من رَبِّهِ وهو ساجدٌ؛ فأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ!)(3)

( فأمَّا الركوعُ فَعَظِّمُوا فيهِ الرَّبَّ! وأمَّا السُّجُودُ فاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ؛ فَقَمَنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ!)

([4]).

وأما التزام رباط الصلاة فإنما القصد به المساجد حيثما كانت. وذلك ببذل غاية الوسع لأداء الصلاة المفروضة بها.

قال اللهُ جَلَّ عُلاه: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)

(النور:36 ـ 38).

ذلك ما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالرباط)، في حديثه المذكور قبل.

- الالتزام الثاني: في المختار من الذِّكْرِ العَدَدِيِّ

        صيغ الأذكار اللسانية الواردة في السنة الصحيحة كثير، وللمؤمن أن يختار منها ما يشاء، على حسب حاجته وعلته، إذ لكل داء دواء. وهذا نوع من تحقيق المناط الخاص، كما عبر عنه الإمام الشاطبي رحمه الله. إلا أنه ثبت باستقراء تلك الصيغ والأذكار، أن منها ما يمكن اعتباره أصولاً للذكر في الإسلام، مما اطرد العمل به، أو تواتر الأمر به في نصوص القرآن الكريم وبيانات السنة النبوية الصحيحة، ومما اشتهر محكيا في كتاب الله على ألسنة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ومما مُدِحُوا بالتزامه والمداومة عليه بالغدو والآصال. وصيغه جميعها - باختلاف عباراتها - تدور على الإجمال حول أربعة أصول:

أولها: الاستغفار، وثانيها: التهليل، وثالثها: التسبيح، ورابعها: الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم.([5])

ولا شك أن غيرها من الأذكار النبوية كثير، لكننا نحسب أن هذه المحاور الأربعة المذكورة – لأصليتها، ولتواتر الأمر والعمل بها - هي مما لا يجمل بالمؤمن أن تخلو أوراده منه. ومن هنا كان لك - أخي المحب في الله - أن تتوسع ما شئت في الذكر، على حسب حاجتك وطبيعة علتك؛ بشرط الالتزام بالمنهج المسنون قولاً وعملاً. عسى أن تكون على الفطرة.

وعليه؛ فلك أن تختار من صيغ الأصول الأربعة الصيغ النبوية التالية، تركب منها لنفسك وردا يوميا، وذلك على نحو ما يلي:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ. وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.))

(الروم:29-31).([6])

- اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ بِذَنْبي، فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ

.(1 مرة)([7]).

- أستغفر الله الذي لا إلـه إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه.

(1 مرة)([8]).

- أستغفر الله وأتوب إليه.

(100 مرة)([9]).

- لاَ إلَـهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

(10 مرات)(10).

- لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ

( 3 مرات)(.11)

- اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لله كَثِيراً، وَسُبْحَانَ الله بُكُرَةً وأصِيلاً

(3 مرات)([12]).

- سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضَا نفسِه، وزِنَةَ عرشِه، ومِدادَ كلماتِه

(3 مرات).([13])

- سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ.

(50  50 + = 100)([14]).

- يَاحَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ! أصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ! يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ!

(3 مرات)([15]).

- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ علَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آل سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ علَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

(1 مرة)(16)

اللَّهُمَّ صَلِّ وبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وسَلِّمْ تَسْلِيماً.

(10 مرات).

- وَارْضَ اللَّهُمَّ عن ساداتِنا أصحابِ رسولِ الله أجمعين، خصوصاً الأنصارَ والمهاجرين، والخلفاءَ الراشدين، أُمَرَاءَ المؤمنين: أبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، وعَلِيّاً. وعلَى كُلِّ من اسْتَنَّ بِسُنَّـتِهِمْ، واقْتَدَى بِهَدْيِهِمْ، من التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم انفعنا بمحبتهم، وثبتنا على سنتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، واحشرنا في زمرتهم، مع رسولك الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم.

اللهم اجعلنا على هُدَاهُ ثابتين، لاَ مُبَدِّلِينَ ولاَ مُغَيِّرِينَ، حتى نلقاك مُقْبِلِينَ على وجهك الكريم، تائبينَ مُتَطَهِّرِينَ، رَاضِينَ مَرْضِيِّينَ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ يَا رَبَّ العالمينَ. آمين.

- سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك

.([17])

ــانتهى.

هذا، ولا تنس أخي المؤمن - في سياق الذكر - الالتزام بأدعية اليوم والليلة، كدعاء النوم والاستيقاظ منه، وأدعية الخروج والدخول والسفر، وسائر الأحوال، مما هو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.

كما أن على المؤمن أن تكون له أوقاتٌ مع ربه؛ لمناجاته جَلَّ جَلاَلُهُ، ورفع أكف الضراعة إليه تعالى، بالأدعية التي يجد فيها العبدُ علاجا لقلبه وغذاء لروحه. ولا يجوز لأهل الدعوة خاصة، أن تخلو حياتهم من هذا! إذِ الدعاء هو من أهم الزاد اليومي للعبد السائر إلى الله، ومن أهم أسباب الفتح والنصر.([18]) وقد ثبتت في ذلك أحاديث وفيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ!)([19]). وقد فصلنا في تأصيل هذا – في غير هذا الموطن - بما فيه الكفاية إن شاء الله.([20])

- الالتزام الثالث: مقاطعة آلهة العصر الأربعة.

وأولها: الشركيات والخرافيات. ثانيها: المال الحرام بكل أصنافه. ثالثها: الزنى ومقدماته، وأخصها العري الفاحش، والنظر الحرام، ثم بذيء الكلام. رابعها: الخمر والمخدرات وسائر المسكرات.

وقد جعلنا الأمور الثلاثة الأخيرة (المال الحرام، والزنى، والخمر) ضمن آلهة العصر إلى جانب الشركيات، رغم أن تلك من أمور العادات والمعاملات؛ وذلك لما نعلمه من تضخم الابتلاء بها في هذا الزمان، ومن صيرورة التعاطي لها بين كثير من الناس إلى معنى الوثنية الأهوائية، بما جعلها تنتصب في الوجدان الاجتماعي آلهة معنوية، تصد الناس عن عبادة الله، وعن إخلاص الدين له، وحده دون سواه! وذلك في حقيقة الأمر ليس بجديد، بل هو مما بيَّنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة النبوية الصحيحة؛ إذ التعاطي لشرب الخمر كان عند العرب قديما عملا وثنيا، بما ذكرنا من معنى.

قال عليه الصلاة والسلام: (شَارِبُ الخمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ! وشَارِبُ الخمْرِ كَعَابِدِ اللاَّتِ والعُزَّى!)

(21)

وهو الداء الذي صارت إليه الأحوال في انتشار الزنى والتفسخ الخلقي، وتقديس المال الحرام! حتى صار لدى كثير من الناس من الإدمان على ذلك ما يصعب الانفكاك عنه! إذْ عبدوا فيه من أهوائهم وشهواتهم أوثانا من دون الله! وبيان ذلك كما يلي:

فأما الشِّرْكِيَّاتُ والْخُرَافِيَّاتُ: فهي المعتقدات الباطلة، التي تخرم إخلاص الدين لله، وتعكر صفاء التوحيد، والتي ما تزال تعم بها البلوى بين كثير من الناس اليوم، خاصتهم وعامتهم، فتخرم إخلاصهم، وتشوه فطرتهم، وتخرب دينهم، عقيدةً وعملاً.

والبراءة منها تكون بعدم اعتقاد تأثير أحد غير الله في الكون وسائر الخلائق، نفعا أو ضرا، ثم عدم التوجه إلى أحد سواه بالاستغاثة والدعاء رَغَباً أو رَهَباً. وذلك هو الإخلاص الذي أمرنا اللهُ ورسولُه - صلى الله عليه وسلم – باعتقاده، ومجاهدة النفس للتحقق بمقتضياته العملية والخلقية. وهو الحقيقة الإيمانية العظمى التي يجب أن تكون سارية في دين المسلم كله، عقيدةً وشريعةً، كسريان السمن في اللبن، وكانتشار الروح في الجسد. وذلك هو أساس معنى الفطرة التي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، والتي عليها مدار دعوة الإسلام.

ويتحقق ذلك بإفراد الله - جَلَّ جلالُه - بما تقتضيه ربوبيته تعالى، وعدم الإشراك به في شيء من ذلك، خَلْقاً وتقديراً ورعايةً وتدبيراً. فلا دخل لأحد من خلقه في شؤون ربوبيته تعالى. كما يتحقق ذلك بإفراده وحده سبحانه بالعبادة والاستعانة، والتوجه إليه وحده بالطَّلَبِ والرَّغَبِ، لا إلى أحد من خلقه، مهما عَلَتْ منـزلته عند الله، سواء في ذلك الأنبياء والصَّدِّيقُونَ، والملائكة المقرَّبون، والأولياء الصالحون، وكذلك الأموات والأحياء، والإنس والجن، فكلهم جميعا عبيدٌ لله، فقراء إليه تعالى. ولا أحد منهم يغني عن أحد من الله شيئا!

(وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيئينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً. قُلُ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً. أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)

(الإسراء: 55-57).

كما يتحقق ذلك أيضا بعدم تقديم شيءٍ من النُّسُكِ لأحد غير الله. ومعنى النُّسُكِ: هو الذبح المقصود به التعبد والتقرب إلى المذبوح له؛ قصد نيل رضاه على سبيل التعبد، أو لقضاء الحوائج ودفع المضار، وما شابه ذلك من معاني العبادة التي تكون بتقديم القرابين من الأنعام بين يدي المعبود، مما يعتبر اللجوء فيه إلى غير الله ضربا من ضروب الشرك المحبط للأعمال، والعياذ بالله.

(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايْ وَمَمَاتِيَ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)

(الأنعام: 162-163)

. ولا ينبغي أن تستهين بشيء من ذلك مهما صغر، أعني سواء كان القُرْبَانُ المذبوح طيرا أو تيسا أو ثورا، وسواء كان على أعتاب جني أو إنسي، حي أو ميت، فكل ذلك شرك خطير، مُورِدٌ لصاحبه مورد الهلاك، إلا أن يتوب توبة نصوحا.

ثم يتحقق ذلك أيضا بعدم الالتجاء إلى الدَّجَاجِلَةِ، من السَّحَرَةِ والكَهَنَةِ والعَرَّافِينَ والمشعوذين، ممن يدعي القدرة على كشف المغيَّبات، والاطلاع على المستقبليات، والأبراج الخرافيات، وسائر ضروب "المشاهدات" الشيطانية. أو ممن يدعي القدرة على التأثير السحري في الأشخاص؛ باستجلاب المحبة القهرية أو الكراهية القسرية، منهم أو إليهم. أو ممن يدعي القدرة على العلاج من الأمراض المزمنة والمستعصية بوسائل شيطانية! وكذا عدم الاغترار بالتوهمات التخييلية، التي تناقض قواطع الكتاب والسنة في الاعتقاد السليم، والتي قد تحصل لبعض المتصدرين للمجال الديني والدعوي، أو ممن اشتهروا بالتدين المزيف، من بعض جهلة العباد، الذين أوقعهم الشيطان في شِرَاكِهِ من حيث لا يعلمون! فكل شيء مما يصدر عن هؤلاء وأولئك، يجب عرضه على ميزان العلم الشرعي، ورده إلى العلماء الراسخين، والحكماء الربانيين، المتحققين بعلوم الشريعة ومقاصدها، أصولها وفروعها، وعدم المغامرة بالاستجابة في شيء من ذلك إلى نوازع الشهوات والأهواء! وإنما المؤمنُ العاقلُ، الكَيِّسُ الفَطِنُ، هو من لا يقامر بمصيره الأخروي في قضايا العقائد وأصول الإيمان والإخلاص!

فكل ذلك من الكبائر والموبقات المحبطة للأعمال والمخربة للدين! فلا يجوز الاستهانة بشيء منها أبدا! فإنما هي سُبُلُ الشيطان يُضِلُّ بها كثيرا من الخلق، وينحرف بهم عن الصراط المستقيم، ويستجلب لهم غضب الله والعياذ بالله! فسلامة الإيمان وصحة الاعتقاد، هي أولى خطوات السير إلى الله، لا يسلم ما بعدها أبداً إذا كانت هي على غير الاتجاه الصحيح! فاحرص أخي المؤمن على تصفية هذه القضية، بجعل الدين كله لله، ولله وحده دون سواه! قولاً وعملاً. ولا تغامر بالدخول في شيء من ذلك، ولا باللجوء إليه أو إلى أصحابه، ولو على سبيل التسلية أو التجريب! فالنصوص الشرعية شديدة في النهي عن كل ذلك جِدِّهِ وهَزْلِهِ! وإنما هي موبقات وظلمات، بعضها فوق بعض! ما تزال تستدرج صاحبها من الهزل إلى الجد، ومن القليل إلى الكثير، ومن التجريب إلى الإدمان، حتى تكبه على وجهه في النار! وإنما المحفوظ من حفظه الله.

وأما المال الحرام فإنه يمحق البركة ويخرب عمران الروح، ويمنع استجابة الدعاء، وتُغلق دون صاحبه أبواب السماء! ذلك أن الانطلاق في مدارج السير إلى الله مشروط بتصفية الأرزاق من شبهات الحرام! وبالتحري في تناول الطيبات من الرزق؛ لأن الطيب وحده يغذي الروح بعزائم الإقبال على الله، والتجرد للعمل الصالح. وكل لقمة من رزق حرام لا تكون في جوف صاحبها إلا مجلبة للانتكاس والارتكاس! وعُشّاً للشيطان في قلب صاحبها وتقوية لسلطانه على النفس! فلا تكون مدافعة وساوسه ونزغاته بعدها إلا أشد على النفس وأنكى! والعمل الصالح نبات خير، لكنه لا ينبت إلا بتربة طيبة وهو الرزق الطيب الحلال! فإن وُضِعَتْ بَذْرَتُهُ فيه كان (كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا!)(إبراهيم:25) وإن وُضِعَتْ بذرتُه في نفس تغذت من مال خبيث لم ينتج إلا شوكا وحطبا!

تلك معالم نورانية من توجيه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة،

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا! وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"

(المؤمنون:51)

وَقَالَ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"

(البقرة:172)

. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ" يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!)

(22)

المراجع

  1. متفق عليه.
  2. رواه الحاكم والطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير. وقد رُوي نحو ذلك بطرق شتى في الصحيحين وغيرهما.
  3. رواه مسلم.
  4. رواه مسلم. وقوله: "قَمَنٌ"، معناه: جَدِيرٌ، وحَرِيٌّ
  5.  ن. ذلك مفصلا بأدلته في رسالة ميثاق العهد: 145.
  6.  يجوز للمؤمن أن يختار آية من كتاب الله، أو سورة، يلتزم قراءتها يوميا أو كثيرا؛ إذا وجد فيها مناسبة لحاله أو علاجا لدائه، أو لعصره. كما في حديث أنس رضي الله عنه قال: (كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح بسورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح: "قل هو الله أحد"، حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها. وكان يصنع ذلك في كل ركعة! فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذا السورة، ثم لا ترى أنك تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها! إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم! وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان! ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، ويحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟" فقال: "إني أحبها!" فقال صلى الله عليه وسلم: "حبك إياها أدخلك الجنة!") رواه البخاري.ونحن نرى أن في آيات الفطرة المذكورة أعلاه علاجا مهما، وترياقا عظيما لداء الانحراف المنهاجي عن الفطرة الإيمانية في هذا العصر. فيحسن لذلك الإكثار من تلاوتها والاعتصام بهداها تزكيةً وتدبراً.
  7. عن شداد بن أوس رضي اللّه عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَيِّدُ الاسْتغْفارِ أنْ يقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ..."إلخ، (كما هو مذكور أعلاه) فقال صلى الله عليه وسلم بعدها: "مَنْ قَالَهَا بالنَّهارِ مُوقِناً بِها فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ! وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ موقِنٌ بها فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبحَ فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ!"رواه البخاري.
  8. عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فرَّ من الزحف!)‌ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ والحاكم وقال حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني أيضا في صحيح الترمذي: 3/172.
  9. عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (واللَّه إني لأستغفر اللَّه وأتوب إليه في اليوم أكثر مِنْ سبعين مرة!) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وقال صلى الله عليه وسلم: (استغفروا ربكم إني استغفر الله و أتوب إليه كل يوم مائة مرة!). رواه ‌البغوي‌،‌ وصححه الألباني.‌ انظر حديث رقم‌:‌ 944 في صحيح الجامع‌.‌ وقال صلى الله عليه وسلم: (إنه لَيُغَانُّ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة!)‌ رواه مسلم.
  10. عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء يوم عرفة. وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". رواه الترمذي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع، رقم : 3274. وعن عمارة بن شبيب السبائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ قَالَ: "لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي ويُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"؛ عَشْرَ مراتٍ، علَى إثْرِ الْمَغْرِبِ؛ بَعَثَ اللهُ مَسْلَحَةً يَحْفَظُونَهُ من الشَّيطانِ حتى يُصْبِحَ، وكَتبَ اللهُ لَهُ بِهَا عشرَ حسناتٍ مُوجِبَاتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئَاتٍ مُوبِقَاتٍ، وكانتْ له بِعِدْلِ عشرِ رِقَابٍ مُؤمِنَاتٍ!) رواه الترمذي وحسنه. ثم حسنه الألباني في صحيح الترمذي وفي صحيح الترغيب والترهيب. وفي رواية أبي أيوب الأنصاري: أن من قالهن حين يصبح (كُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إلىَ آخِرِهِ! وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلاً يَقْهَرُهُنَّ! فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي؛ فَمِثْلُ ذَلِكَ!) رواه أحمد والطبراني. وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤوط، بينما صححه الشيخ الألباني. وقد روي معناه بطرق مجملة ومفصلة، صحيحة على شرط البخاري ومسلم، كليهما أو أحدهما، فقد صح عند أحمد من حديث أبي هريرة وغيره من الصحابة مرفوعا، وهو وارد بصيغ متقاربة - كلها صحيحة - عند الترمذي والنسائي وابن حبان والطبراني. وقد فصلنا في تخريج طرقه بكتابنا ميثاق العهد.وقد ورد في فضلها العظيم أحاديث كثيرة بلغت بمجموعها حد التواتر، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً، وهو معكم). وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعني وأنا أقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فقال لي: "يا عبد الله بن قيس!" قلت: لبيك يا رسول الله! قال: "ألا أدلك على كلمة هي كنـز من كنوز الجنة؟"  قلت: بلى يا رسول الله! فداك أبي وأمي! قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله!") متفق عليه. وقد فصلنا في تخريج أحاديثها الأخرى في ميثاق العهد.
  11.  عن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلّي مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ قالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: "الله أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لله كَثِيراً، وَسُبْحَانَ الله بُكُرَةً وأصِيلاً". فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنِ القَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ أَنَا يَا رَسُولَ الله. قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السّمَاءِ! قالَ ابنُ عُمَر: مَا تَرَكْتُهُنّ مُنْذُ سَمِعْتُهن مِنْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم» رواه مسلم.
  12. سبق تخريجه.
  13.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتانِ على اللِّسانِ، ثَقِيلَتَانِ في المِيزَانِ، حَبيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ: "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظيمِ") متفق عليه. و قال أيضا: (من قال: "سُبْحَانَ اللَّه وبحمده" في يوم مائة مرة؛ حُطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر!)(متفق عليه).
  14. عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به: أن تقولي إذا أصبحت و إذا أمسيت: " يَاحَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ، أصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ!") أخرجه الترمذي والنسائي والطبراني والحاكم وقال: "هذا حديث صحيح على شرط  الشيخين ولم يخرجاه" وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير والسلسلة الصحيحة. وعنه رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبَهُ أمْرٌ قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث!") رواه الترمذي بسند حسن. وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلِظُوا بِيَا ذَا الْجَلاَلِ والإكْرَمِ!) وقد رواه أحمد أيضا بسند صحيح كما في صحيح الجامع. ومعنى أَلِظُوا: الزموا وداوموا. يقال: ألِظَ يَلِظُ، إذا ثبت وثابر.
  15. هذه صيغة الصلاة الإبراهيمية، مختارة ومختصرة من عدة صيغ في الصحيحين وفي غيرهما. منها ما أخرجاه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهلَ البيت؟ فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم، قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ...إلخ) متفق عليه.وفضل الصلاة على سيدنا محمد عظيم جدا، وهي مفتاح خير كبير، وقد وردت في ذلك أحاديث صحيحة  كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا)(رواه مسلم). وقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات.) رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، والنسائي والحاكم، وصححه الألباني.‌ انظر حديث رقم‌:‌ 6359 في صحيح الجامع‌. وقوله صلى الله عليه وسلم: (كل دعاء محجوب حتى يُصَلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم وآل محمد!) رواه الديلمي في مسند الفردوس‌ عن أنس، كما رواه ‌البيهقي‌ عن علي موقوفا‌. وحسنه الألباني.‌ انظر حديث رقم‌:‌ 4523 في صحيح الجامع‌. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، عن الرواية الموقوفة علَى عَلِيٍّ رضي الله عنه: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
  16. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفارة المجلس أن يقول العبد‌:‌ "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك") رواه الطبراني‌ عن ابن عمرو، وعن ابن مسعود‌. وصححه الألباني انظر حديث رقم‌:‌ 4487 في صحيح الجامع. وفي رواية النسائي والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (فإن قالها في مجلس ذِكْرٍ كانت كالطابع يطبع عليه! ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له!) رواه النسائي والحاكم‌ عن جبير بن مطعم‌، وصححه الشيخ الألباني.‌ انظر حديث رقم‌:‌ 6430 في صحيح الجامع.
  17.  وقد جمعنا في ذلك رسالتين صغيرتين، انتقينا أدعيتهما من القرآن الكريم والسنة النبوية. الأولى: هي "ميثاق العهد"، وقد صدرت طبعتها الأولى. والثانية: هي "كاشف الأحزان"، ونحن نعدها للطبع إن شاء الله.
  18. أخرجه أحمد، وأصحاب السنن الأربعة، وابن حبان، والحاكم عن النعمان بن بشير مرفوعا. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، حديث رقم: 3407.
  19. ن. رسالتنا: "كاشف الأحزان".
  20. أخرجه الحارث عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. وصححه الألباني، حديث رقم: 3701 في صحيح الجامع.
  21.  أخرجه مسلم.
  22.  أخرجه أحمد والطبراني عن عبدالله بن حنظلة مرفوعاً. وصححه الألباني. حديث رقم : 3375 في صحيح الجامع.


السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ أوراد الفطرة للعمل اليومي

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day